تسأل قارئة كان لدى ألم فى البطن، وشعور بالانتفاخ والغازات، وإعياء كامل بالجسم، بعد الذهاب للدكتور طلب فحص دم.
وقال لى إن ما يحدث بسبب (جرثومة المعدة)، ووصف لى العلاج، أرجو أن تنصحونى أو توجهونى كيف أواجه هذه الجرثومة علما أنى فقدت شهيتى للأكل واكتفيت بالزبادى.
يجيب على هذا التساؤل دكتور إبراهيم داوود أستاذ الجراحة بطب المنصورة قائلا:
إن البكتيريا الحلزونية هى نوع من البكتيريا ذات الشكل الحلزونى والتى تسمى "هليكوباكتر بيلورى" Helicobacter Pylori أو بكتيريا المعدة الحلزونية وهذا النوع يكون قادرا على الحياة فى المعدة البشرية، لأن هذا الميكروب (اتش. بيلورى) يكون مجهزا- بشكل فريد- بوسائل دفاع تحميه من الحمض المعدى، إذ تنتج هذه الجرثومة كميات كبيرة من إنزيم اليورياز Urease الذى يساعد على إنتاج النشادر لمعادلة حموضة المعدة.
ويحيط الميكروب نفسه بجدر مكونة من النشادر الذى يحميه من الحمض المعدى الذى يمكن أن يقتله، كما أنه يعمل كالبريمة أو نازعة السدادات الفلينية، حيث يلوى نفسه داخل الطبقة المخاطية التى تغطى بطانة المعدة وتحميها من العصائر المعدية الآكالة.
وهناك عدة أعراض للإصابة بالبكتيريا الحلزونية، رغم أن معظم حالات العدوى بالبكتيريا الحلزونية H. pylori لا تنتج أية علامات أو أعراض، إلا أن الخصائص السامة للبكتيريا يمكن أن تؤدى إلى اضطرابات فى المعدة أو فى الجزء الأول من الأمعاء الصغيرة (معى الأثنا عشر)، العلامات والأعراض المرتبطة بالعدوى يمكن أن تتفاوت فى شدتها ومدتها والتى تعتمد على الخلل الموجود.
وقد يعانى المصاب بالعدوى من الأعراض التالية:
- ألم حارق أو وجع فى البطن.
- تغيير فى الشهية مع فقدان الوزن.
- الغثيان وقيء وكثرة التجشؤ وانتفاخ.
- قىء دموى أو يشبه لونه القهوة المتبقية فى قعر الفنجان.
- براز دموى أو لونه أسود مثل القطران.
أما عن كيفية الإصابة بهذا الميكروب:
-العدوى تكون أكثر شيوعا بين الفقراء، وفى الدول النامية، وفى كبار السن (فوق الستين عاما)، وأيضا الاستعداد الوراثى.
- الميكروب مثله فى ذلك مثل كثير من الميكروبات المعوية المسببة للإسهال والنزلات المعوية والتيفود وغيرها ينتقل عن طريق الفم بالطعام والشراب والأيدى الملوثة كما قد ينتقل عن طريق الحشرات كالصراصير والذباب، والأتربة، الأوانى المكشوفة وغير المغسولة جيدًا.
أما عن التشخيص فيتم فى البداية عن طريق التاريخ المرضى والفحص السريرى، حيث يقوم الطبيب بطلب بعض الفحوصات التأكيدية وذلك بتحليل الدم، لمعرفة وجود مضادات لها فى الدم، مع اختبار breath test، وهو الذى يكشف عن وجود بكتيريا وأخذ عينة بالمنظار المعوى، وفحصه مجهريًا، وزرعه. مع وجود أشعة ملونة متكررة للمعدة، حيث يقوم المريض ببلع مادة ملونة ومن ثم تؤخذ له صور أشعة متكررة.
أما عن العلاج فإذا كنت تعانى من القرحة، الحموضة والعدوى بالجرثومة الحلزونية، فسوف يصف لك الطبيب مقررا علاجيا من المضادات الحيوية وغيرها ومن الأدوية (مضادات هستامين، مضاد مضخة البروتون، أدوية حماية بطانة المعدة).
ويجب استخدام عدد من الأدوية الفعّالة جدا معآ، فهى لن تساعد فقط على شفاء القرحة والتئامها ولكنها ستقلل كثيرا من قابلية حدوث قرح أخرى فيما بعد ويوجد الكثير من النظم الدوائية المختلفة (نظام العلاج الثلاثى أو الثنائى من الأدوية) التى تستخدم للقضاء على الجرثومة الحلزونية.
وتتلخص أهداف علاج قرحة المعدة الناتجة عن العدوى بالبكتيريا الحلزونية فى التخلص من الأعراض المرضية- سرعة التئام القرحة- ومنع عودة المرض مرة أخرى.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع
